تعتبر الأسرة الشكل الاجتماعي الأول للحياة الإنسانية التي تحيط بالفرد وهي إحدى الجماعات الصغيرة العديدة التي تقوم بينها علاقات وجهاً لوجه والتي تسمى " الجماعات الأولية " وللأسرة تعاريف كثيرة
فهي رابطة اجتماعية تتكون من زوج وزوجة وأطفالهما أو بدون أطفال أو من زوج بمفرده مع أطفاله أو زوجة بمفردها مع أطفالها وقد تشمل أفراداً آخرين كالجدود والأحفاد وبعض الأقارب على أن يكونوا مشتركين في معيشة واحدة مع الزوج والزوجة والأطفال . وفي تعريف آخر للأسرة نجد أنها جماعة اجتماعية تتميز بمكان مشترك وتعاون اقتصادي ووظيفة تكاثرية . وللأسرة ثلاثة أشكال رئيسية هي :
1-الشكل النووي للأسرة : وتسمى أيضاً الأسرة الصغيرة والتي تتكون من زوج واحد وزوجة واحدة وأطفالهما
2-الأسرة المتعددة الزوجات أو الأزواج : يتكون هذا الشكل من عدة أسر زوجية تعيش معاً في وحدة اجتماعية وسكنية واحدة ويكون أساس ترابط هذه الأسرة هو وجود زوج مشترك أو زوجة مشتركة .
3-الأسرة الممتدة : تتكون من عائلتين زوجيتين أو مركبتين أو أكثر ويشترط توافر رابطة القرابة الدموية الأولية بين بعض أعضاء تلك الأسر ويعيشون في وحدة سكنية واحدة ويسود بينهم تعاون اقتصادي ومن صورها أب وزوجته وأبناؤه الذكور وعائلاتهم وبناته .
تقوم الأسرة بوظائف رئيسية كثيرة كالوظيفة الجنسية والعاطفية والأمنية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية ولكن الوظيفة الأكثر أهمية للأسرة هي ( التطبيع الاجتماعي ) وتعني العملية التي يتعلم فيها الفرد من خلال علاقاته مع الآخرين وتفاعله معهم في طريقة العيش والحياة والسلوك وتوجهه تلك الطريقة إلى سلوك حياتي مظهري شكلي وعملي من حيث الممارسة واللغة والتعامل والأخذ بالعادات والتقاليد والأعراف وسنن الحياة والاستجابة لمؤثرات خاصة والخضوع للمعايير والقيم التي يرضى عنها مجتمعه المحيط والتمثل بسلوك ذلك المجتمع والتطبيع بطبائعه . وتتم عملية التطبيع الاجتماعي وفق المراحل التالية :
1-مرحلة الاستجابة الحسية الحركية : وتكون تلك المرحلة من بداية حياة الطفل في الأسرة والبيت مروراً بالمدرسة وتتدرج وصولاً للبيئة العامة للمجتمع .
2-مرحلة الممارسة الفعلية : وتبدأ بعد معرفة طباع العائلة ونظمها وقيمها وعاداتها وأسلوب حياتها ويبدأ بالتكيف مع العائلة وقوانينها وطريقة العيش والتطبع بطباع أصدقاء العائلة وأصدقاء اللعب ومن ثم أصدقاء العمل
وعملية التطبيع الاجتماعي لاتتم دفعة واحدة ولا تعطى في سن معينة فهي لا تنتهي كونها تتم تدريجياً وبخطوات ديناميكية نحو الكمال الاجتماعي أي ما ترضى عنه الجماعة ويكون الأفضل .
وللأسرة وبيئتها التربوية والاقتصادية دور في عملية التطبيع الاجتماعي والتنشئة من ناحية الاتجاهات الوالدية والاستقرار العاطفي والقيم الاجتماعية فمثلاً العمل اليومي للوالدين والوضع الاقتصادي لهما يؤثر على قوة العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة , ومن العوامل التي تيسّر عملية التطبيع الاجتماعي في الأسرة اعتماد الابن على الكبار لفترة زمنية طويلة وحاجته الدائمة لموافقة الكبار وتقبلهم له واعترافهم به واحترامهم له ورضاهم عنه فنجد بأن الابن لا يكون سلبياً في عملية التطبيع بل أن شخصية الابن بسماتها وعواملها الأخرى تحدد مدى تقبله لتأثيرات الأسرة عليه . ومن الأساليب الاجتماعية والنفسية التي تتبعها الأسرة في عملية التطبيع الاجتماعي هي :
1-الاستجابة لسلوك الفرد مما يؤدي لإحداث تغير ملحوظ في هذا السلوك .
2-الثواب المادي أو المعنوي حيث تثيب الأسرة الفرد على سلوكه السوي وتعززه .
3-العقاب المادي أو المعنوي حيث تعاقب الأسرة الفرد على السلوك غير السوي وتطفئه .
4-المشاركة في المواقف والخبرات الاجتماعية المختلفة بغرض تعليم الفرد السلوك الاجتماعي .
5-التوجيه المباشر الصريح لسلوك الفرد وتعليمه المعايير الاجتماعية للسلوك والأدوار والقيم والاتجاهات